حول العالم

في الستينيات.. «قلة مكسورة» تثير الذعر فوق كوبري عباس

أسدل الليل ستائره، والنجوم في السماء تأتي وتذهب في مشهد يبعث بالروعة والخوف في وقت واحد، بينما وقفت السيدة التي تبدو من خلال ثيابها أنها ثرية ومن أسرة كبيرة تتلفت حولها في ذهول، وعقارب الساعة تقترب من منتصف الليل، تحمل في يدها شيئا، وتبدو كالمذعورة التي تم تكليفها بأن تنفذ أمرا.

الكوبري يكاد يخلو من المارة، والهدوء يخيم على المكان، وفجأة ألقت ما في يدها في النيل، وأحدثت دوي صوت انفجار هائل يخترق السكون، وتصادف مرور سيارة النجدة التي أسرع رجالها وألقوا القبض عليها، بحسب ما نشرته جريدة «الأخبار» في عام 1963.

وداخل قسم شرطة الجيزة، تبين بأنها سيدة ثرية ومن أسرة كبيرة، وبصوت خافت وخزي قالت: “إنها تشكو من مرض مزمن احتار الأطباء في تشخيصه وعلاجه، وذات يوم أشارت عليها مخدومتها بأن هناك عالما نفسيا، ومعالجا في استطاعته شفاؤها، وشهرته فاقت كل حد، وأن مرضاه يأتون من كل مكان، فكيف لا تعرفه هي؟”

لم تتردد السيدة الثرية، وطلبت منها أن تصحبها إليه، وداخل العيادة بدأ المعالج يجري مع وسيطه بعض تجاربه التي أذهلت السيدة، وجعلتها تؤمن به ثم أخبرها أن مرضها هو عمل سحري كتبته لها سيدة تغار منها، وهذا العمل مدفون في مقبرة مجهولة بضواحي المنصورة، ولكي يستخرج هذا العمل طلب منها مبلغا كبيرا من المال.

وفي اليوم التالي أسرعت السيدة الثرية، تمني نفسها بالشفاء على يد الطبيب الخارق، ثم سافر ومعه وسيطه، والسيدة إلى المنصورة وهناك وبإحدى المقابر المجهولة تظاهر بتنويم وسيطه مغناطيسيا، وطلب منه أن يدله على العمل، وسار الوسيط إلى أن وقف بجوار مقبرة وطلب من الجميع أن يحفروا الأرض تحت قدمي الوسيط.

وهرولوا بالحفر، واستخرج «قلة مكسورة» وبداخلها أوراق عليها كتابات غير مفسرة لم يفهم منها إلا اسم السيدة الثرية فقط، وداخلها خصلات من الشعر لسيدة أخرى، وما إن عادوا إلى القاهرة، طلب منها أن تذهب إلى شيخ بحي القلعة ليعمل لها تحويطة ضد الأعمال السحرية.

كما نصحها بأن تأخذ العمل معها وتذهب إلى كوبري عباس بعد منتصف الليل وتلقي به في النيل، وأثناء إلقائها «القلة المكسورة» في النيل اصطدمت بقاعدة الكوبري، وأحدثت دويا هائلا في السكون الشامل.

وفي قسم شرطة الجيزة، ضحك الجميع عندما علموا من السيدة بقصتها، وإنها وقعت ضحية محتال الذي أدلت بأوصافه، وألقي القبض عليه وأحيل إلى المحاكمة بتهمة النصب أمام محكمة باب الشعرية، والطريف أثناء نظر الدعوى.

وهناك تحدث محامي المتهم مؤكدا أن هذه الجريمة من السذاجة التي لا يقبلها العقل، وأن القانون لا يحمي البلهاء، والجريمة كما صورتها السيدة المجني عليها لا تنطلي على طفلة صغيرة، وطلب ببراءة المتهم، لكن قررت المحكمة حجز الدعوى للحكم.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

اقرأ أيضا | غلق طريق النصر من «اتجاهين» وشارع يوسف عباس لتركيب «كمرات المونوريل» 

السابق
أعملي عجينة السمبوسة الهشة المقرمشة بمقادير غير مكلفة بحشوات لذيذة لن تحتاجي لشرائه
التالي
من هي زوجة ابو جبل ويكيبيديا

اترك تعليقاً