حول العالم

هل يجوز الزنا للضرورة موقع

هل يجوز الزنا للضرورة؟ معلومٌ أنَّ الزنا كبيرة من كبائر الذنوب، وأنَّ الله عزَّ وجلَّ قد حرَّمها على عباده، لكن في حال اضطر المسلم لها، هل يجوز له ارتكاب تلك الفاحشة؟ وما الدليل الشرعي على ذلك؟ وما هي الآيات والأحاديث النبوية التي حرمت الزنا؟ وهل يُمكن أن تقبل توبةَ الزاني؟ كلُّ تلك الأسئلة وغيرها سيجد القارئ الإجابة عليها في هذا المقال الذي يطرحه موقع .

هل يجوز الزنا للضرورة

المحتويات

إنَّ الزنا ومقدماته يعدُّ من كبائر الذنوبِ التي توجب على فاعلها التوبة والاستغفار، ولا يحلُّ للمسلمِ بأيِّ حالٍ من الأحوال أن يرتكبَ تلكَ الفاحشة الشنيعة؛ لما لها من آثار سلبية على الفرد والمجتمع، وبناءً على ذلك فلا يجوز للمسلم فعل الزنا للضرورة، وما يدلُّ على ذلك أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم حثَّ المسلم على الزواج، وبيَّن أنَّ الحلَّ لمن لا يقدر على الزواج هو الصيام، ولم يذكر ارتكاب الزنا منها، حيث قال: (مَنِ اسْتَطَاعَ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أغَضُّ لِلْبَصَرِ، وأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ، فإنَّه له وِجَاءٌ).[1]

شاهد أيضًا: حكم زواج من يخاف على نفسه الزنا

الأدلة الشرعية على حرمة الزنا

لقد حرَّم الله عزَّ وجلَّ الزنا، وبيَّن أنَّه من كبائر الذنوب، وقد جاء ذلك في عددٍ من نصوص القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، وفيما يأتي ذكر بعضها:

من القرآن الكريم

فيما يأتي ذكر بعض الآيات التي حرَّمت الزنا:

  • قال الله تعالى: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا).[2]
  • قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ).[3]
  • قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانً).[4]
  • قال الله تعالى: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ* الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ).[5]
  • قال الله تعالى: (وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ، وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ).[6]

شاهد أيضًا: ما الحكمة من تحريم الزنا

من السنة النبوية المطهرة

فيما يأتي ذكر بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي حرَّمت الزنا:

  • ما رُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه حيث قال: (لا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وهو مُؤْمِنٌ، ولا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وهو مُؤْمِنٌ، ولا يَشْرَبُ الخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُها وهو مُؤْمِنٌ…).[7]
  • ما رُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه حيث قال: (إذا زنى العبدُ خرج منه الإيمانُ فكان على رأسِه كالظُّلَّةِ، فإذا أقلع رجَعَ إليه).[8]
  • ما رُوي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه حيث قال: (إذا ظهر الزِّنا والرِّبا في قريةٍ، فقد أحلُّوا بأنفسِهم عذابَ اللهِ).[9]
  • ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه حيث قال: (ثلاثةٌ لا يُكلِّمُهمْ اللهُ يومَ القِيامةِ، ولا يُزَكِّيهِمْ ولَهُمْ عذابٌ ألِيمٌ: شَيْخٌ زانٍ، ومَلِكٌ كذَّابٌ، وعائِلٌ مُستَكْبِرٌ).[10]

شاهد أيضا: يجلد الزاني البكرة كم جلدة

هل تقبل توبة الزاني

لقد فتح الله عزَّ وجلَّ باب التوبة لكلِّ عاصٍ، سواء فعل صغيرة من صغائر الذنوب أم كبيرة، ودليل ذلك قول الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا)،[11] وبناءً على ذلك فإنَّ الله عزَّ وجلَّ يقبل توبة الزاني، مهما أسرف على نفسه، حيث قال الله تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).[12]

ولا بدَّ من تحقيق عددٍ من الشروطِ لقبولِ التوبة من الزنا، وهن: الإقلاع عن المعصية والعزم على عدم العودة إليها، والندم على فعل تلك الفاحشة، ولا بدَّ من التنبيه إلى أنَّ التائب من الزنا لا يُسمَّى زانياً.

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان هل يجوز الزنا للضرورة، وفيه تمَّ بيان حرمةِ ذلك، وعدم جوازه في أيِّ حالٍ من الأحوال، كما تمَّ ذكر الأدلة الشرعية سواء من القرآن الكريم أم من السنة النبوية المطهرة التي تبيِّن حرمة الزنا، وفي ختام هذا المقال تمَّ بيان أن توبة الزاني تُقبل عند الله عزَّ وجلَّ ما دام المسلم حقق شروط التوبة.

المراجع

  1. ^
    صحيح البخاري , البخاري، عبدالله بن مسعود، 1905، صحيح
  2. ^
    الإسراء , 32
  3. ^
    المؤمنون , 567
  4. ^
    الفرقان , 6869
  5. ^
    النور , 19
  6. ^
    النور , 23
  7. ^
    النساء , 25
  8. ^
    صحيح البخاري , البخاري، أبو هريرة، 2475، صحيح
  9. ^
    الجامع الصغير , السيوطي، أبو هريرة، 655، صحيح
  10. ^
    الترغيب والترهيب , المنذري، عبدالله بن عباس، 96/3، أسناده صحيح أو حسن
  11. ^
    صحيح مسلم , مسلم، أبو هريرة، 107، صحيح
  12. ^
    النساء , 48
  13. ^
    الزمر , 53
السابق
قائمة المحظورات بعد الحجامة بالتفصيل
التالي
ما هو متلازمة رامزي هانت ويكيبيديا

اترك تعليقاً