الملحن والمطرب النوبي «أحمد منيب» من أبرز رواد الفن النوبي، اشتهر كعازف عود منذ بداية الخمسينيات، وكانت بداية معرفة الجمهور به عام 1954 مع إنشاء إذاعة وادي النيل والذي قدم فيها العديد من الأغاني التراثية النوبية التي تتوارثها الأجيال بتنويعات لحنية ثابتة في الأفراح وحفلات الميلاد وأغنيات العمل.
بدأت علاقة أحمد منيب بالموسيقى والغناء عندما كان في الثانية عشرة من عمره؛ حيث كان يتردد على الأفراح في مدينة الإسكندرية ويستمع إلى المغنيين والمغنيات، وعندما بلغ الخامسة عشر بدأ بإلقاء المونولوجات وتقليد الفنانين ثم كون فرقة من الشباب الهواة.
وفي عام 1950 انتقل إلى القاهرة وبدأ مع مجموعة من الشباب وعلى رأسهم «محي الدين الشريف» الصحفي والمصور والشاعر المعروف في الاهتمام بإلقاء الضوء على الأغنية النوبية التي لم تكن معروفة في ذلك الوقت، ونجحا عام 1963 في تخصيص برنامج لها في إذاعة ركن السودان اسمه «من وحي الجنوب» استمر 14 عامًا.
اقرأ أيضا| يوسف وهبي يعاقب الإذاعة بحرمانها من «الاستعراض العظيم»
وقال الفنان أحمد منير لجريدة الجمهورية في عددها الصادر بتاريخ 25 فبراير 1990، أنه بعد كل ذلك لم يشعر أنه حقق الانتشار الكافي ففكر في تطعيم الألحان النوبية بكلمات مصرية، وقام بعمل أول أغنية بهذا الشكل لمطرب اسمه «محمد حسن» والأغنية هي «ما بتنساني» ونجحت الفكرة مما شجعه على الاستمرار فيها.
وأضاف أحمد منير لمحرر الجمهورية: في ذلك الوقت التقيت «بفاروق» شقيق «محمد منير» وقال لي أخي صوته حلو جدًا وسيغني أغانيك في أسوان وعايزك تسمعه، وطلبت منه أن يحضره لي عندما يأتي إلى القاهرة، وبمجرد أن سمعته أعجبت بصوته وتحمست له وتعرفت عن طريقه بالشاعر «عبدالرحيم منصور» الذي حول كل ألحاني النوبية إلى أغاني مصرية، ثم انضم لنا الشاعران «مجدي بخيت وسيد حجاب» وأصبحنا مجموعة عمل وكانت هذه بداية الانتشار.
وذكر أنه لم يعش في أسوان سوى سنة واحدة إلا أنه كان حريص على الذهاب إلى البلد كل عام، وأن طبيعة البلد الهادئة وطيبة أهلها والفن التلقائي الذي يستمع إليه في كل مكان قد أثر في الفن الذي يقدمه، كما قال أن هناك أغنيتان يعتز بهما في مشواره الفني وهما «حدوتة مصرية وشجر الليمون» لأنهما بمثابة اختبار له في الألحان الشرقية.
وعندما سأله المحرر عن سبب انفصاله عن محمد منير في السنوات الأخيرة قال: لم يحدث انفصال بيني وبين منير لكنه أراد أن يجرب بعض الأفكار الجديدة فأعطيته الفرصة ثم عاد وطلب التعاون معي مرة أخرى وقد انتهيت من إعداد 4 ألحان جديدة له وهي «يا مايا وأحلى ما فيكي الضحكاية للأبنودي، يا إسكندرية لفؤاد نجم، يالا نغني لمجدي بخيت».
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم