تبذل الدولة المصرية جهد كبير لبعث رسائل للعالم من خلال فعاليات دولية عالمية يتجه من خلالها انظار العالم لمصر واليوم شهدت العالم واحدة من أهم الفعاليات العالمية وهي احتفالية «الأقصر .. طريق الكباش» التي احيت مشروع أهم طريق أثري في العالم هو طريق الكباش الذي يربط بين معبدي الأقصر والكرنك بطول 2700 متر ليجعل الاقصر متحف مفتوح.
وظهر خلال الاحتفال أنه تم تنفيذه على طريقة احتفال عيد «الآوبت الفرعوني» والذي يعد واحدًا من أهم وأشهر الأعياد الفرعرنية في مصر القديمة ليثبت للعالم أن الحضارة الفرعونية لا تموت أبدًا حيث يعود احتفال الأوبت بمعابد الأقصر بعد 5 آلاف عام من أعظم حضارة في التاريخ لعام 2023 في الجمهورية الجديدة التي تعيشها مصر في عصر الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وعن مظاهر الاحتفال قال مصطفى الصغير، مدير معابد الكرنك والمشرف العام على مشروع الطريق الكباش، إن مظاهر الاحتفال التي شهادها العالم اليوم هي موثقة على جدران معبد الأقصر بالكامل حيث أوضح أن طريق الكباش الذي يبغ طوله 2700 كيلومتر يضم العديد من أنواع التماثيل ويبلغ عددها 1200 تمثال، بما في ذلك العديد من التماثيل التي تحمل ملامح الكبش.
وأشار الصغير»، بدأ بناء طريق الكباش العظيم خلال عصر الدولة الحديثة «1550 قبل الميلاد 1077 قبل الميلاد» واكتمل خلال حكم الأسرة الثلاثين لنخت أنبو الأول «380362 قبل الميلاد».
وقال «الصغير»، إن المشروع لا يقتصر فقط على الطريق وتماثيله وأن هناك اكتشافات أخرى بين عامي 20062011 وستفتح للجمهور لأول مرة بعد الاحتفال الدولي.
وكشف الصغير، أن الطريق يضم أيضًا مزارع زهور تم اكتشافها مؤخرًا، والتماثيل يعود تاريخها إلى عصر الدولة الحديثة، كما توجد معاصر للنبيذ تعود إلى العصر الروماني. وأشار إلى وجود مواقع لتصنيع الفخار والزخارف على طول الطريق، موضحًا أن كل هذه الاكتشافات تفسر الحياة الاقتصادية والاجتماعية لسكان طيبة في ذلك الوقت، مضيفًا أن بدء أعمال التنقيب في طريق الكباش العظيم كان عام 1949 ، عندما اكتشف عالم الآثار المصري زكريا غنيم التماثيل الثمانية الأولى برأس كبش، وعلى مر السنين تبعه علماء آثار مصريون آخرون اكتشفوا بقايا الطريق.
وأضاف مصطفى الصغير، أن يوم الآوبت الذي يعتبر أحد الأعياد الشهيرة والمهمة في مصر القديمة، كان مخصص لآمون ويحتفل به عندما ينتهي موسم الحصاد، أي في شهر نوفمبر. وتابع كما رأينا في الاحتفال أن يحمل أشخاص يمثلون الكهنة تمثال آمون من معبد الكرنك، وتمثال موت من معبدها وتمثال خونسو أيضًا على متن قوارب مقدسة، تمامًا كما فعل المصريون القدماء»، مضيفًا أن الإضاءة والزي الفرعوني والعروض الموسيقية تم اختيارها لتكون مناسبة للحدث لذلك تم اختيار أنشودة اله آمون و هو إله طبية الأقصر حاليا.
إشادات دولية نالت الاحتفالية اهتمام العديد من الصحف و المواقع الاجنبية التي نشرت ضمن تقريرها عن الاحتفال ان مصر تعيد احياء اعياد فرعونية عمرها اكثر من 5 الاف عام حسب ما ذكرته شبكة السي بي اس الامريكية .
أما عن صحيفة “ذا ناشيونال” الأمريكية نشرت تقرير عن تفاصيل الاحتفالية مؤكدا ان الحضارة المصرية مازالت محط انظار العالم . ترويج الحدث أكد رئيس هيئة تنشيط السياحة عمرو القاضي، أنه تم بالفعل إطلاق حملة ترويجية لاحتفالية “الأقصر.. طريق الكباش” منذ أسبوع لتعريف العالم بميعاد الحدث عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات الإنترنت الخاصة بنا وبوزارة السياحة والآثار.
وأوضح عمرو القاضي أن تلك الأحداث العالمية خير دعاية لتنشيط والترويج السياحي خصوصا أن احتفالية اليوم هي احتفالية لنمط سياحي منفردة به مصر وهو السياحة الثقافية المتمثلة في الحضارة الفرعونية الموجودة في الأقصر وأسوان.
وأشار “القاضي”، إلى أنه تم الاتفاق مع المكاتب الخارجية التابعة لهيئة تنشيط السياحة لبث الحدث العالمي في أماكن مختلفة في بلاد العالم وخصوصا في البلاد العاشقة للحضارة الفرعونية والسياحة الثقافية في مصر كما سيتم وضع الفيديو الخاص بالاحتفالية في جميع المنصات التكنولوجية ومواقع التواصل الاجتماعي حتي يمكن للسياح ومنظمي الرحلات الإطلاع على الفيديو في أي وقت.
وأضاف رئيس هيئة تنشيط السياحة، أنه سيتم إطلاق الاحتفالية في بث مباشر عبر جميع مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بنا كما قمنا بمناقشة عرض الاحتفالية حية في جميع السفارات المصرية في مختلف دول العالم وسط حضور من الدبلوماسين والشخصيات العامة والمؤثرة سياحيا. وقال إنه سيتم إرسال الفيديو الخاص بالاحتفالية لجميع منظمي الرحلات المتعاونة مع قطاع السياحة المصرية كنوع من الترويج للاحتفالية ولمدينة الأقصر.
واختتم عمرو القاضي، أنه سيتم عرض فيلم عن الأقصر والمقومات السياحية والآثرية المتواجدة هناك لأول مرة داخل الاحتفالية، مؤكدا أنه أيضا سيتم وضعه عبر المنصات التكنولوجية ومواقع التواصل الاجتماعي للترويج للسياحة الثقافية.
تهدف فعالية “الأقصر.. طريق الكباش” لإبهار العالم بالجمال والمقومات السياحية والأثرية التي تتمتع بها مدينة الأقصر، كما أنها تلقي الضوء على الحضارة المصرية العريقة، خاصة في ظل الانتهاء من أعمال تطوير ورفع كفاءة البنية التحتية بالمحافظة وتطوير وتجميل الكورنيش والشوارع والميادين بها، ومشروع ترميم صالة الأعمدة بمعابد الكرنك وتطوير نظم الإضاءة بمعبد الأقصر وترميم قاعة الـ14 عمودًا بمعبد الأقصر، والانتهاء من مشروع الكشف عن طريق المواكب الكبرى المعروف بـ”طريق الكباش”.
