حول العالم

عبده الحامولي.. مطرب مصر الأول في عهد الخديوي إسماعيل 

بدأ عبده الحامولي حياته الفنية مصادفة عندما استمع إليه أحد المغنيين واسمه المعلم شعبان، فأعجب بصوته وضمه إلى فرقته التي تعمل في المقاهي وأفراح الطبقة الوسطى في الأرياف، وأحضره إلى القاهرة، ليعمل في قهوة أغاخان في غابة الأشجار التي عرفت بحديقة الأزبكية.

 

 وبعد انفصاله عن المعلم شعبان وابنته التي تزوجها، اتصل الحامولي بأستاذه «المقدم» الذي عمل في فرقته فترة من الزمن، وتزود منه ببعض المعارف الموسيقية، كما اتصل بشاكر أفندي وهو من حلب وأخذ عنه الكثير من الموشحات العربية، فاستقام له فنه وجلس على عرش الطرب، بحسب ما نشرته مجلة آخر ساعة في 30 مارس عام 1949.

 

اقرأ أيضًا| «ألمظ».. بدأت بالقرآن وماتت عليه ومنعها الحامولي من الغناء

 

كان الخديوي إسماعيل هو الجالس على عرش مصر فقرب إليه عبده الحامولي، وألحقه بمعيته، فارتفع بالغناء في عصره من المقاهي وأفراح الطبقة المتوسطة إلى قصور الملوك، وفي الوقت الذي كرمه الخديوي بإلحاقه بمعيته، ألحقت والدة الخديوي ألمظ بمعيتها.

 

 الله يصون دولة حسنك

 

صحبه إسماعيل معه في رحلته إلى الأستانة، وهناك استمع الحامولي إلى ألوان من الغناء التركي، واكتشف بعض النغمات التي لم تكن معروفة في مصر، فأدخلها على الموسيقى المصرية، وغنى أمام السلطان عبدالحميد في تلك الرحلة أغنيته المشهورة: «الله يصون دولة حسنك.. على الزمان من غير دوام»، فأعجب به السلطان وخلع عليه خلعة ثمينة وطلب منه أن يلقن بعض ما غناه في حضرته لجنوده.

 

الحفلات العامة 

 

مكث الحامولي زمنا في معية الخديوي لا يغني إلا في الحفلات الرسمية، فشعر الخديوي بأنه حرم الشعب من الاستماع إلى صوته فأباح له الغناء في الحفلات العامة، وكان الحامولي يدرك معنى رسالته وأنه وهب صوتا من السماء لكي يسعد به من في الأرض، فكان إذا دعي للغناء في بيت فقير فضله على الغناء في بيت غني.

حسن الوفاء

 

وبلغ من وفائه أنه لما اعتزل الخديوي إسماعيل عرش مصر سافر إليه في الأستانة وغناه أبياتا نظمها الشيخ علي الليثي على لسان إسماعيل قال فيها: «أنا السبب في اللي جرى .. ما حد غيري اللي انظلم.. طاوعت أسباب الهوى .. حتى غدا خصمي حكم»، واستمع إسماعيل لهذه الأبيات وعيناه تفيض بالدموع، ثم قام وعانق الحامولي شاكرا له حسن وفائه وإخلاصه.

 

 وغنى الحامولي مرة أمام الخديوي توفيق وأعجب به، وأمره أن يرجوه شيئا فيحققه له في الحال، فبهت الحاضرون عندما جاء رجاؤه طلب العفو عن صديق له كان مغضوبا عليه من الخديوي، بدلا من أن يرجو شيئا لنفسه.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

السابق
مذكرة فهم المنطوق المقطع الرابع للسنة الاولى ابتدائي
التالي
تجديد البيعة للملك سلمان 2023.. أجمل الكلمات والعبارات عن البيعة السابعة

اترك تعليقاً