حول العالم

ساعة عصاري | يوم الخبيز.. يجمع القريب والبعيد

كتب: عمر يوسف

«عندنا عجاناية.. خبزوها الصبايا» بتلك الكلمات تبدأ الجدة نفيسة خلط الدقيق بالماء فى الماجور الأكبر، وعجنها بيديها الكهلتين، وسط تصفيق الصبية والفتيات الصغار، وترفع الجدة قطعة عجين كبيرة بيديها للأعلى ثم تضعها بقوة فى الماجور، وتفركها بشدة لتعبر عن قوتها التى لا زالت تتحامى فى عروق ذراعيها البارزتين، رغم أنها فى السبعين من عمرها.

ومن خلفها يرددن نساء البيت كلمات الأغنية الفلاحى، وهن ممسكين المطارح فى أياديهن ويتقافزن قطع العجين للأعلى معًا فى حركة واحدة، حتى تتسع رقعتها على المطرحة، ثم يناولنها لإحدى النساء التى تجلس أمام نار الفرن، لتضعها على النار، وتنتظر ثوان حتى يحمر وجه الرغيف، ثم تقلبه على الجانب الآخر إلى أن يستوى بالكامل.. ذلك المشهد الذى جسدته عدسة المصور محمد وردانى فى قرية جريس بالمنوفية.

وتقول الجدة نفيسة، إن يوم الخبيز يجمع القريب والبعيد، لنعمل معًا يدًا واحدة، حيث اتفق مع جميع بناتى وجيرانى وأقاربى على يوم محدد للخبيز، والجميع يأتى ومعه الدقيق ونتشارك فى عمل خبز الجميع، ولا تقوم امرأة من موضعها حتى ينتهى نصيب الجميع من الخبز».

وأضافت أنه غالبًا ما يكون يوم خبيز العيش البتاو مرة أو مرتين فى العام، لذلك يحضر الجميع كمية كبيرة، وتتناوب الأسرة على أكلها طوال الشتاء أو الصيف، وأوضحت: «أول عجينة بيكون فيها جزء من دقيق كل ست والعيش اللى بيخرج منها بنوزعه لوجه الله على الغلابة والمحتاجين»، وهذه مهمة الأطفال والصبية الذين يأتون مع أمهاتهم صباحًا، يحملون أكياس الخبز ويسيرون بها فى جميع النواحى.

إقرأ أيضاً | حكايات| خميرة الفجرية.. «الرغفان» عيش شمسي حصري في الصعيد 

كما أن هناك بعض النساء اللاتى لا يملكن دقيق قمح أو ذرة، يستغلن مثل هذه المناسبات ويأتون للمشاركة فى الخبيز، خاصة إذا كان هناك كمية كبيرة، وفى نهاية اليوم يحصلن على كمية معينة من العيش أو الخبز، لتعود بها المرأة إلى أبنائها، وتقوم بهذه المهمة فى جميع منازل القرية، وفى النهاية تنجح فى توفير حصيلة جيدة من العيش البتاو يكفى الأبناء طوال العام.

السابق
كلام رجالة | الأستاد فى البيت.. صراع الزوجين الأهلى ولا الزمالك
التالي
حجز موعد مرور الرياض.. طريقة الحجز عبر منصة أبشر 1444 – 2022 بالخطوات

Leave a Reply