حول العالم

ساعة عصاري | «عم أيوب» يستعيد ثقافة الأفران الطينية

عمر يوسف

اشتهر عم أيوب فى مركز أشمون، محافظة المنوفية، بمهارته الفائقة فى صناعة الأفران الطينية، رغم بساطة تعليمه، إلا أن أنامله اكتسبت تلك المهارة منذ صغره، وتطورت مع مرور الزمن بفضل آلاف الأفران الطينية التى صنعها فى مختلف أنحاء المركز.

السبب الرئيسى فى شهرة عم أيوب، ليست فقط تميزه بصناعة أنواع مختلفة من الأفران الطينية دون غيره، وإنما أيضًا لأنه لا يسأل عن الأجر بعد إنهاء عمله، حيث أن لديه جملة يعرفها الجميع وهى «اللى يقدر عليه جيبك هاته» وهو ما وضعه قبلة الفقراء وصغار الفلاحين الذين لا يملكون أجر «الصنايعي» الذى يتعدى 200 جنيه، فيلجأون إلى عم أيوب الذى يكون أجره غَدوة دِسمة فى نهاية اليوم، أو علبة سجاير من النوع البلدى، والبعض الآخر لا يملك ثمن علبة السجائر، فيرسل لأسرته بضع أرغفة خبز بعد عمل الفرن.

ويقول عم أيوب، أن تعلمه هذه المهنة فضل ونعمة كبيرة من ربنا، ويضيف: «كفاية إنها مخلية كل الناس بتحبنى، واللقمة اللى بتجيلى من وراها بالحلال، والحمد لله كتير من الناس بيطلبوا منى كل يوم أعملهم الفرن، فيهم اللى مقتدر وقادر يدفع، وفيهم اللى مش باخد منه غير الشاى والسجاير».

مهارة عم أيوب فى صناعة الأفران الطينية لا يضاهيها مهارة، سواء بجمع التراب الخصب وخلطه بالحمرة لصناعة البلاطة التى يسوى عليها الخبز، أو خلطه بالتبن لبناء جدران الفرن، بشكل هندسى فريد، حيث تتراص الأحجار بشكل مائل للأمام فى توقيتات محددة، حتى لا ينهار الفرن فجأة، إلى أن يصل إلى السطح.

ويحرص على ترك ثلاث فتحات داخل الفرن، احداها لوضع الحطب، والأخرى لوضع العجين، والثالثة تكون خلفية لتهوية دخان الفرن، حتى لا يختلط برائحة الخبز فيفسد طعمه، والأصعب فى الأمر، البلاطة التى تسوى عليها الخبز يجب أن تكون رقيقة وسميكة فى الوقت ذاته، لأنها عمود ارتكاز الفرن بالكامل.. جسدت عدسة المصور محمد وردانى هذا المشهد الذى يشتهر به الريف المصرى.

اقرأ أيضاً|ساعة عصاري| كوباية شاي فى «واحة دعية»

السابق
الاسماء الموصوله كلها مبنيه ما عدا
التالي
بـ 36 الف ريال أرخص سيارات حديثة في أسواق السعودية بمواصفات واسعار جبارة

Leave a Reply