حول العالم

ساعة عصاري| بيت الجد عبدالحكيم.. الحضن الدافئ فى كل زمان ومكان

عمر يوسف

تتحدث جدران بيت الجد عبد الحكيم عن ذكريات أجيال مضت ومر على وفاتها عقود وأحيانًا قرون.. يحمل بين لَبناته مواقف وتفاصيل عاشها الأجداد، لتكون خير مرشد للأحفاد..

تفوح منه دائمًا رائحة الماضى التى تخطف القلب والعقل، تحتضن زواياه البعيدة الكبير والصغير فى أوقات الإنكسار والوجع.

على عتبة البيت القاطن فى جرجا بأسوان، يجلس الجد عبد الحكيم، ويحيك بيديه التى اختط الشقاء أخاديد فى أكفها الأحذية لأبنائه وأحفاده الذين يتجمعون حوله على الغداء وكأنهم قبيلة كبيرة تعيش فى البادية، تتعدد غرف البيت رغم قلة طوابقه، إلا أنه يسع الجميع، الأبناء والبنات بأزواجهم وأولادهم، وكذلك الأبناء البنون يعيش كل منهم فى زاوية خاصة به..

فى مشهد جسدته عدسة المصور محمد وردانى.

ويقول الجد عبد الحكيم: «البيت ده ورثته عن المرحوم جدى، وعمره 120 سنة، والحمد لله حيطانه حديد، وأوينى أنا وولادى وولاد ولادي»، وأضاف أن أولاده تحدثوا معه عدة مرات فى هدم البيت وإعادة بنائه على الطراز الحديث، إلا أنه منعهم، وأخبرهم أن يفعلوا ما يريدون بعد وفاته، لأن هدم البيت فى مخيلته يعنى هدم تراث أجداده ونثر ذكرياتهم التى تعشش فى جنباته، وتتراكم أعلى طينه.

وأضاف: «الكل هنا بياكل من طبق واحد وبيقسموا اللقمة بينهم، وساعة الجوع بنشيل بعض، فرحتنا بتكمل واحنا ملمومين مع بعض، والحزن بيروح لما نواسى بعض، إنما لما كل واحد يبقى فى بيت هينفرط عَقد العيلة الكبيرة».

 

 

السابق
هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين
التالي
من هو معزي ال سعود ويكيبيديا

Leave a Reply