حول العالم

خبير آثار يطالب بتعظيم الاستفادة من وادي فيران ضمن «التجلي الأعظم» 

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أن مشروع التجلى الأعظم يتضمن تعظيم الاستفادة من المقومات السياحية بمنطقة سانت كاترين ويقترح الدكتور ريحان ضم الاستفادة من المقومات السياحية حول منطقة سانت كاترين خاصة سياحة السفارى فى الأودية من الدير إلى سرابيط الخادم وكذلك إحياء منطقة وادى فيران أول كاتدرائية بسيناء قبل إنشاء دير سانت كاترين وذلك بتخصيص شركات معينة لرحلات السفارى وتنظيم الرحلات وتحديد خط سير لها مع وجود أدلة من أهالى كل منطقة وتأمين هذه الرحلات ومراقبتها .

وأضاف الدكتور ريحان أن أودية منطقة سرابيط الخادم لها سمعة عالمية وتأتى لها رحلات أجنبية خاصة وبشكل غير منتظم وأن أهل سرابيط الخادم أعربوا للدكتور ريحان عن استعدادهم لتأمين الأفواج السياحية من مصريين وأجانب واستلامهم من منطقة أبو زنيمة للوصول بهم إلى معبد سرابيط الخادم وعودتهم آمنين إليها وتنظيم رحلات السفارى لهم بزيارة المعبد ومنه إلى دير سانت كاترين مرورًا بأودية بها كثبان رملية ناعمة ومناظر طبيعية ساحرة وتكوينات جيولوجية مميزة فى وادى خميلة ووادى برك وحجر أم لغاه حيث يسمع الإنسان صدى صوته ووادى سهب إلى الشيخ عواد ومنها إلى سانت كاترين لمدة 4 أيام.

ونوه إلى برنامج آخر لمدة يومين يتضمن زيارة غابة الأعمدة وهى تكوينات من أحجار بركانية شرق منطقة سرابيط الخادم بجوار جبل حمير وبها أشجار متحجرة وبرنامج لزيارة كانيون يمثل منظر طبيعى من وادى ضيق جدًا بين جبلين طوله 15م فى وادى بعبع وكان ينقل عبر هذا الوادى من خلال واير حديد يشبه التلفريك المنجنيز والفيروز من مناطق التعدين إلى ميناء أبو زنيمة كما يشمل الكانيون عين طبيعية بمنطقة أبو صور بها نخيل بجوار مناجم الفيروز والمنجنيز كما أن أهل سرابيط الخادم يعرفون أماكن الفيروز حاليًا ويمكن إقامة صناعة قائمة على تعدين الفيروز بالمنطقة لخروجه بشكل أجمل لتوفير منتج راقى من الفيروز يصدر للخارج .

اقرأ أيضا| خبير آثار يوضح حقيقة العيون الملونة عند الفراعنة

ولفت الدكتور ريحان بأن تنشيط هذه الرحلات لن يحتاج إلى تكلفة مضاعفة بل هى عملية تنظيمية للرحلات ودعاية لها ضمن مشروع التجلى الأعظم مما يضعها على خارطة السياحة المحلية والدولية 

وبخصوص وادى فيران يشير الدكتور ريحان أنها أصبحت فى القرن الرابع الميلادى مدينة أسقفية حولها العديد من القلايا “أماكن تعبد الراهب” وكانت إيبارشية أو أبرشية فيران مقعدًا للباباوية وكان فيها عدة أديرة وكنائس، وفى عام 535م كان الراهب ثيوناس يحمل لقب أسقف ومندوب الجبل المقدس ودير رايثو وكنيسة فيران المقدسة وآخر مطارنة فيران هو ثيودورس عام 649م ثم انتقل مركز الأبرشية إلى طور سيناء (منطقة سانت كاترين الحالية ) بعد بناء دير طور سيناء الذى أطلق عليه دير سانت كاترين فى القرن التاسع الميلادى،  أى انتقل مركز الأبرشية من فيران إلى دير طور سيناء بعد بناؤه بحوالى 90 عامًا حيث أن الدير بنى ما بين 548 إلى 565 م وأصبح دير سانت كاترين مركزًا لأبرشية سيناء وأصبح رئيس الدير مطرانًا للأبرشية وأصبح لقبه مطران دير طور سيناء وفيران وراية وختم المطران حتى الآن باسم دير طور سيناء 

ويوضح الدكتور ريحان أن “وادي فيران” كنزًا أثريًا وسياحيًا وبيئيًا، ينتظر الاستغلال الأمثل ووضعه على خريطة السياحة المحلية والعالمية ويبعد الوادى 60كم عن دير سانت كاترين وهو مرتبط روحيًا بدير سانت كاترين لذا فإن أى تطوير بسانت كاترين يستلزم تطوير وادى فيران 

وأشار إلى أن التسمية الصحيحة للدير الحديث الموجود بوادى فيران هى دير البنات وليست دير السبع بنات، حيث إن دير البنات القديم الأثرى كشفت عنه بعثة أثار المعهد الألمانى بالقاهرة برئاسة الدكتور “بيتر جروسمان” موسم حفائر 1990 تحت إشراف منطقة جنوب سيناء للأثار الإسلامية والقبطية.

وأن دير البنات الأثرى يبعد عن مقر دير البنات الحديث المجاور للمدينة البيزطية 2كم  ويعود إلى الفترة من القرن الخامس إلى السادس الميلادي، وبحكم أنه يشرف على الطريق، فمن المحتمل استخدام المبنى في وقت من الأوقات كنقطة عسكرية بيزنطية لتحمى المدخل الجنوبى إلى وادى فيران

ولفت الدكتور ريحان إلى أنه طبقًا للحديث المتواتر فإن سبب إطلاق إسم جبل البنات الذى يقع عليه دير البنات القديم أن فتاتين من أهل المنطقة أحبتا شابين، وحين رفض أهلهما الزواج ربطتا ضفائرهما معًا وقفزتا من أعلى الجبل 

أمّا دير البنات القائم حاليًا، والذي يقع ملاصقًا لتل محرض الأثري، حكايته بدأت عام 1898م حين حصل دير سانت كاترين على حديقة كبيرة بهذا الموقع، يسقيها خزان كبير وقام راهبان من دير سانت كاترين، ببناء كنيسة بهذه الحديقة عام 1970م تسمى كنيسة سيدنا موسى، وتم بناء دير حول هذه الكنيسة عام 1979م، يتميز بأشجار السرو الباسقة رمزًا للخلود وخصص للراهبات التابعين لدير سانت كاترين، ويسمى دير البنات الحديث أو دير موسى النبى للراهبات لوجود كنيسة سيدنا موسى داخله 

ويتابع الدكتور ريحان بأن طول وادى فيران 5 كم، وعرضه ما بين 250 إلى 375م وكان يتميز بغزارة المياه من الآبار والعيون التى تغذى حدائق الوادي، وقد نضبت بعض آبار الوادى، مما أدى لقلة المياه، وقد أخذ الوادى شهرته من وجوده فى سفح جبل سربال العظيم الذى يبلغ ارتفاعه 2070م فوق مستوى سطح البحر، واسم سربال ارتبط بشجر النخيل عند سفح الجبل، وكان الجبل محل تقديس قبل رحلة خروج بنى إسرائيل إلى سيناء.

يحتضن الوادي مدينة مسيحية متكاملة مكتشفة بتل محرض الأثرى تحوى أثارًا من القرن الرابع إلى السادس الميلادي شهدت قدوم الحجاج المسيحيين إليها من أوروبا آمنين مطمئنين على أرض الفيروز فى رحلتهم إلى الجبل المقدس بمنطقة سانت كاترين ومنها إلى القدس ومنهم الراهب كوزماس عام 535م والراهب أنطونيوس عام 565م وكان الوادى ملجأً للمتوحدين الأوائل بسيناء الذين لجأوا إليه فى القرن الرابع الميلادى وبنوا قلايا من أحجار الوادى ما زالت باقية حتى الآن، ويواجه تل محرض جبل الطاحونة الذى يرتفع 886م فوق مستوى سطح البحر، ويضم قلايا مسيحية من القرن الرابع الميلادى، وكنائس من القرن الخامس والسادس الميلادى.

ويطالب الدكتور ريحان بتعظيم الاستفادة من وادى فيران ضمن مشروع التجلى الأعظم باعتباره كنزًا أثرى طبيعى وتحويله إلى متحف حضارى طبيعى مكشوف يضم الكنوز الأثرية التى تؤكد التعايش الحضارى على أرض مصر، لتنشيط السياحة الثقافية والروحية بالوادى، واستغلال مجارى السيول بالوادى، بعمل سدود وخزانات لتوفير المياه وإعادة اللون الأخضر لأشجار الوادى التاريخية، واستغلال الطبيعة المتفردة من جبال لها سحر خاص يجمع بين البشر والحجر والشجر فى مكان واحد

 

 

السابق
عروض ماك يوم التأسيس السعودي 2022
التالي
من هو زوج ياسمين رئيس ويكيبيديا

Leave a Reply