حوار منى الموجي:
فكرة جديدة ومجنونة، وصفها البعض بالمرعبة، قدمها المؤلف والممثل محمود ماجد، والمخرج محمد ربيع في فيلم قصير بعنوان “حاسب تحلم” تم نشره على موقع الفيديوهات “يوتيوب”، قبل أسبوعين تقريبا ليحقق نجاحا كبيرا، إذ اقترب من نصف مليون مشاهدة، وحصل على احتفاء من الجمهور والمشاهير، وطالب بعضهم بتقديمه في فيلم طويل يُطرح في دور العرض السينمائي.
“مصراوي” التقى مخرج الفيلم، وحدثنا عن كواليس التحضير للعمل والتي بدأت قبل أعوام، وردود الفعل التي جاءته بعد عرضه، قائلا “في البداية كان أمامنا اختيارين، الطريقة الآمنة وهي التي ظهر عليها في النهاية، والثانية ظهور عربيات تطير وأمور يحتاج تنفيذها لوقت أطول وميزانية أكبر، وهو أمر صعب، واخترنا الخيار الأول”.
وأشار ربيع إلى أن مؤلف وبطل العمل محمود ماجد، أخذ في البداية رأي شقيقه الفنان هشام ماجد، وأبدى الأخير إعجابه بالفكرة، وهو ما شجع محمود على سؤاله هل يقبل بالاشتراك بعمل كهذا، ووجده يرحب، متابعا “وقتها بدأنا التفكير في عرض السيناريو على فنانين كبار، كبرنا الموضوع، وزودنا أدوار أكثر، خاصة وأن الفكرة تصلح لتقديمها في فيلم طويل أول مسلسل، لكن الفيلم القصير هو الأنسب لنا بسبب التكلفة، وتحدثت مع الفنانة ليلى عز العرب لتقدم في البداية دور مديرة الشركة قبل التعديل وإسناد دور الأم لها، واختيار الفنان الراحل أحمد خليل ليجسد شخصية المدير”.
وأضاف “كل الأبطال كانوا بيرحبوا واتبقى عندنا دور المدير مكناش اخترنا فنان للدور لحد قبل التصوير بيومين، وفكرنا وقررنا نكلم أحمد خليل، وكلمته قالي ابعتلي الورق، قلتله هبعتهولك على واتس آب، فطلب إني أروحله البيت، وبالفعل ذهبت أنا ومحمود له، ولم يقرأ وقتها السيناريو، وكانت الجلسة هزار، وخرجنا من بيته ولا نعرف رأيه وافق ولا رفض، وتاني يوم الصبح لقيته باعتلي رسالة بيقولي أنا معاكم في الفيلم”.
يحكي ربيع عن التزام النجم الراحل، الذي وصل في الخامسة صباحا إلى موقع التصوير رغم أن موعد حضوره كان في السابعة: “وصلت الموقع لقيت الدنيا متوترة سألتهم فيه إيه، قالولي أستاذ أحمد خليل هنا من خمسة، طول اليوم كان قاعد ماسك الورق بيحفظ رغم إن كلنا كنا بنهزر، كنت ببقى عايز أعمل بروفة لشغلي عشان أجيب الحاجة صح من أول مرة، لإن هو مش هيغلط وهيعمل المطلوب منه من أول مرة”.
ولفت إلى أن خليل لم ينته للأسف من تصوير كافة مشاهده، إذ توقف التصوير بعد اليوم الأول، بسبب يوم الإعصار الشهير في 2020، ثم قرارات حظر التجول بسبب فيروس كورونا، وتوفي بعد فترة، مستكملا “المونتير أحمد طرابيلي طلع كل المشاهد وعالجنا في السيناريو بناء على اللي شفناه، وكنا محتاجين الموضوع يتحل دراميا، وشكرا لمحمود طبعا إن عدم وجود أحمد خليل مأثرش”.
وعن عدم تقديم الفكرة في فيلم روائي طويل أو مسلسل، قال “محدش كان بيقرا السيناريو بيفهم احنا عايزين نعمل إيه، والناس خايفة تخوض المغامرة، والأفلام اللي بتنجح إن واحد ابن بلد حب واحدة وهيتجوزوا أخر الأحداث، لو مش ده في السيناريو مش بيتنفذ”، موضحا “أنا فاكر قعدنا مع منتج، قالنا ده فيلم أمريكي مينجحش عندنا في مصر، والجمهور مش هيستوعب الشغل الأمريكاني ده، وناس قروا قالولي مفهمناش حاجة من الورق”.
تغيرت ردود فعل من اعتقدوا أن الفيلم لن يلق قبولا من الجمهور، يوضح ربيع “فيه منتج مكانش عاجبه لما اتفرج رد فعله اختلف، وناس قالتلنا عملتوا تجربة هتخلونا نغير الفكر وعرفنا إن الجمهور بيتقبل ده عادي، والبعض اقترح علينا قبل وضعه على (يوتيوب) عدم طرحه وأن يتم تنفيذه كفيلم طويل، لكن لدينا الكثير من الأفكار في هذا الاتجاه، ولن نظل طوال حياتها نعمل على فيلم (حاسب تحلم)”.
جرأة الفكرة وغرابتها، لفتت انتباه الجمهور، والبعض اعتقد أنها مقتبسة من مسلسل “بلاك ميرور black mirror”، يقول ربيع “فيه ناس قالت أحمد خليل ai معتقدين أن ظهوره في العمل تم بالذكاء الاصطناعي، وده غير حقيقي طبعا، بس انبسطنا من الموضوع ده، في الاول كنا بننشر إننا بنتشبه ببلاك ميرور من غير ما نكدب الموضوع كان باسطنا، ومش متضايقين منه خالص، والحقيقة اننا بنشتغل على الفيلم ده من 2017، والتصوير كان قبل وفاة الفنان أحمد خليل، يعني قبل ظهور بلاك ميرور”.
يؤكد ربيع أن التفكير في التأثير الذي سيحدثه الذكاء الاصطناعي على صناعة الفن، يصيبه بالخوف “حاجة تخوف بصراحة، لكن الذكاء الاصطناعي عمره ما هيخلق حاجة جديدة لحد دلوقتي”.
يعود للحديث عن الفيلم مؤكدًا أن تأجيل طرحه ومروره بعراقيل، كان في صالحه، معتقدًا أن في حال طرحه 2020، كان من الممكن ألا يفهمه الجمهور؛ ففكرة الذكاء الاصطناعي لم تكن منتشرة مثل الآن، الجمهور بعدما شاهده يعلق بأن هذا ما سيحدث فعلا فيما بعد.
ربيع وماجد لهما تجارب قبل “حاسب تحلم” إذ قدما معا فيلم “مكتوب” والذي نجح على مستوى الصناعة وحصل على جائزة شرفية من مهرجان كان للأفلام القصيرة، وفاز بالمركز الثاني كأحسن فيلم كوميدي من مهرجان باليونان، شارك في الكثير من المهرجانات، وحصل على جائزة أحسن فيلم في مهرجان بأندونيسيا.
ويعمل الثنائي الفترة الحالية على تقديم فيلم موسيقي قصير، إلى جانب التحضير لأفلام طويلة مع شركات إنتاج أخرى، وفضّل عدم الكشف عن تفاصيلها حاليا.
“حاسب تحلم” شارك في بطولته: محمود ماجد، أحمد خليل، ليلى عز العرب، أحمد جمال سعيد، جيهان الشماشرجي، داليا شوقي، بكري خالد، تدور أحداثه حول شاب ينضم لموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” بعد فترة من الرفض، لتتغير حياته رأسا على عقب، ويصبح ضحية أمر لم يكن يعرف عنه شيء.