حول العالم

حوار تاريخي لآدم وحواء.. أنهاه صراخ «زائر من السماء»

في أحد أيام العام 1955، أمسك الأستاذ الراحل علي أمين قلمه ليسطر به واحدة من أفضل قصصه التي أطلق فيها لخياله العنان محاولا إخراج كل ما في جوفه من إبداع، خاصة عندما يتعلق الأمر بـ«آدم وحواء في الجنة».

 

مجلة آخر ساعة وعلى صفحات أحد أعدادها عام 1955 نشرت هذا الحوار:

 

آدم: هل تتوقعين أن أصاب بالجنون في يوم من الأيام؟
حواء: نعم سيأتي اليوم الذي ستصل فيه ثقتك بنفسك إلى غرور، يومها سيطير عقلك.

 

آدم: وأنت بريئة من مرض الغرور؟
حواء: إن غروري يختلف عن غرورك، إنني مغرورة بجمالي وسحري، أما أنت فمغرور بقوتك، وغرور الجمال هو كبرياء أما غرور القوة فهو جنون.

 

آدم: أليس من حقي أن أعتز بقوتي؟
حواء: وأنا أعتز بضعفي.

 

آدم: لكنك لا تحتملين الهزيمة؟
حواء: هزيمتي تبكيني، والدموع تغسل جروحها، أما أنت فالهزيمة تثيرك وتوهمك أن الدماء وحدها هي التي تغسلها.

 

آدم: هذا دليل على أن عقلك أكبر من عقلي.
حواء: بل دليل على أن العقل الكبير أخطر من العقل الصغير، ولهذا فإنني أحمد الله دائما على صغر عقلي وقوة حدسي.
وفجأة تتلوى حواء في فراشها، ثم يسيل عرقها، وتضع يدها على فمها لتكتم صراخها.

 

آدم: ماذا جرى؟
حواء: لا شيء.

آدم: إنك تتألمين.
حواء: كلا.
ويزداد وجهها شحوبا، وإصفرارا، وفجأة تصرخ.

 

آدم: لا تحبسي صراخك في صدرك.
حواء: إنني أحس دقات عنيفة في بطني، وأحس أن جزءا من جسدي يتمزق، ويريد الانفصال عني.

 

آدم: بقايا الطعام الفاسد؟
حواء: كلا، إن الآلام هذه المرة تختلف عن الكلام الذي كنت أشعر بها، اتركني وحدي فترة.

 

آدم: لن أتركك وأنت تتلوى من الألم سأبقى بجانبك.
ازداد صراخ حواء، وتجهش بالبكاء من شدة الألم، ولا تحتمل أعصاب آدم صراخها، فيهرب من الكوخ.

 

ويتعقب الصراخ آدم أثناء هروبه، فيجري بعيدا عن الكوخ، ويعود إلى الكوخ في الظلام، فيما حواء تغني.

يمشي على أطراف أصابعه حتى لا تسمع حواء وقع أقدامه، فتنقطع عن غنائها الجميل، ثم تسكت حواء عن الغناء، وتبدأ تتكلم كلاما غريبا، لا معنى له.

 

يدخل آدم الكوخ ولا تحس حواء بدخوله.
آدم: لماذا تكلمين نفسك؟
حواء: أنا لا أكلم نفسي، كنت أتكلم مع ضيف هبط علينا من السماء.

 

آدم: ماذا قال لك؟
حواء: كلام جميل، أجمل كلمات حب سمعتها أذني، كلمات جديدة مزدحمة بالمعاني والنغمات.

 

آدم: ماذا قال بالضبط؟
حواء: قال: واء .. واء . . واء.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
 

السابق
حاسبة شراء مديونية بنك الراجحي 1444
التالي
pastrami “مش هتشتريها” طريقة عمل البسطرمة في البيت زي المحلات بطعم لذيذ أحلى من الجاهز

اترك تعليقاً