حكم قهر الزوج لزوجته، لقد كرَّم الشرع الحنيف المرأة ورفع من شأنها، وجعل لها حقوقًا وأوجب عليها واجباتٍ، ومعلومٌ أنَّ في هذا الزمن كثر فيه ظلم المرأة من قبلِ الزوجِ، فما حكمُ ذلك؟ وهل يجوزُ للرجلِ قهرَ زوجتِه أو إهانتها؟ أو ضربها؟ وهل هناك حالاتٌ معينة يُجيز الشرع الحنيف له ذلك؟ وما هي هذه الحالات إن وجدت؟ كلُّ هذه الأسئلة سيجد القارئ الإجابة عليها في هذا المقال الذي يطرحه موقع .
حكم قهر الزوج لزوجته
المحتويات
لقد أمر الشرع الحنيف كلا الزوجين الإحسان للآخر، وأن يُعاشر كلَّ واحدٍ منهما الآخر بالمعروف، ودليل ذلك قول الله تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)،[1] كما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أوصى بالنساء خيرًا، حيث قال: (استوصُوا بالنِّساءِ خيرًا ؛ فإنَّ المرأةَ خُلِقَتْ من ضِلَعٍ ، وإنَّ أعْوجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أعْلَاهُ ؛ فإنْ ذهبْتَ تُقِيمُهُ كسرْتَهُ ، وإنْ تركتَهُ لمْ يزلْ أعوَجَ؛ فاسْتوصُوا بالنِّساءِ خيرًا)،[2] وحيث أنَّ قهر الزوجة يُنافي ذلك كلِّه، فيُمكن القول بعدم جوازِ قهرِ الزوجِ لزوجته.[3]
شاهد أيضًا: تعامل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مع زوجاته
حكم إهانة الزوج لزوجته
يحرم على الرجل إهانة زوجته، وقد بيَّن أهل العلمِ أنَّ إهانة الإنسان لأخيه الإنسان محرمٌ في الشرع الحنيف، بل حتَّى أنَّهم عدُّوا ذلك من كبائر الذنوبِ، مستدلينَ على ذلك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سِبَابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ، وقِتَالُهُ كُفْرٌ)،[4] وحيث أنَّ للزوجة حقٌ على زوجها، وحيث أنَّ الله عزَّ وجلَّ قد أمر الزوج بأن يعاشرها بالمعروف، فإنَّ إثمَ إهانتها أكبرَ من إثمِ إهانةِ غيرها، والله تعالى أعلى أعلم.[5]
شاهد أيضًا: حكم خدمة الزوجة لزوجها
حكم ضرب الزوج لزوجته
يحرم أيضًا على الرجل ضربَ زوجته من غير حقٍ، ويعدُّ ذلك من كبائر الذنوب؛ إذ أنَّ الله عزَّ وجلَّ قد أحسن إليهم، حيث قال في كتابه المجيد: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا)،[6] لكن هناكَ حالاتٍ معينة يجوز للرجلِ فيها ضربَ زوجتِه، لكن ضمنَ شروطٍ معينة، وفيما يأتي تفصيل ذلك:
شاهد أيضًا: ما حقوق الزوجة وواجباتها نحو اسرتها
حالات جواز ضرب الزوجة وشروط ذلك
يجوز للرجلِ أن يضرب زوجته ضربًا غير مبرِّح، وذلك في حال نشوز زوجتِه وخروجها عن طاعته، ودليل ذلك قول الله تعالى: (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا)،[7] وفيما يأتي بيان شروط هذا الضرب:[5]
- أن يكون ضربًا غير مبرِّح، ومعنى ذلك أن لا يكونَ شديدًا فيلحقها أذية بسببه.
- أن لا يكون الضرب على الوجه.
- أن لا يلحق هذا الضرب شتمٌ.
- أن تكون نيته من هذا الضرب هو صلاح زوجتِه وحصول الطاعة من قبلها له، ولا يكون قصده من ذلك الثأر لنفسه أو الانتقام منها.
- أن يكف عن الضرب عند حصول المقصود منه.
وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان حكم قهر الزوج لزوجته، وفيه تمَّ بيان عددٍ من الأحكام الشرعية المتعلقة بمعاملة الزوجِ لزوجتِه، مثل حرمة قهرها، وحرمةِ إهانتها، وحرمةِ ضربها إلَّا في حالاتٍ معينة، كما تمَّ بيان حالاتِ جوازِ ضربِ الزوجةِ، وشروط ذلك.
المراجع
- ^
سورة النساء: , آية 19 - ^
صحيح الجامع , الألباني، أبو هريرة، 960، صحيح - ^
islamweb.net , ما يلزم الزوج إذا ظلم امرأته , 25/8/2022 - ^
صحيح البخاري , البخاري، عبدالله بن مسعود، 48، صحيح - ^
islamweb.net , حكم سب الزوجة وإهانتها وضربها بغير حق , 25/8/2022 - ^
سورة النساء: , آية 36 - ^
سورة النساء: , آية 34