تقدم البنوك الإسلامية الحل المثالي لتجنب التعامل مع البنوك التقليدية او البنوك الربوية التي تمسك بزمام أمور الاقتصاد المحلي والعالمي بسبب اعتماد جميع المواطنين عليها بشكل أساسي، ولكن ومع تطور قطاع البنوك الإسلامية وتوفيرها العديد من الحلول التمويلية المختلفة وايضاً تطورها تكنولوجيا بشكل أكبر بكثير من البنوك التقليدية أصبحت تنافس بشكل أساسي في الاقتصاد المحلي وفي القريب سوف تنافس عالمياً ايضاً.
ومن اهم اشكال توظيف الأموال في البنوك الإسلامية هي مرابحة، والتي تعتبر مصدر هام من مصادر التمويل في جميع البنوك الإسلامية المختلفة في جميع الدول العربية والإسلامية حيث تعتمد عليها البنوك بشكل كبير وربما حصري ايضاً بسبب الضمانات الكبيرة التي يوفرها وايضاً الأرباح الكبيرة التي يحققها سواء للمستثمر او للبنك نفسه، كما انه يقدم حل إسلامي ممتاز للمشاكل التي يواجهها أي مستثمر مسلم عند التعامل مع البنوك التقليدية التي تعمل بشكل أساسي على الفوائد والتعامل الربوي.
وفي هذه المقالة سوف نشرح لماذا تعتمد معظم البنوك الإسلامية وخاصة البنك الاسلامي في المغرب على تمويل مرابحة كنظام أساسي لتوظيف الأموال، وهي كالتالي:
- الربح الذي يحصل عليه بعد إتمام المعاملة، وفي هذا العقد المبرم بين العميل والمصرف والمستثمر يكون فيه البنك مضارباً وسيطاً بين أصحاب رؤوس الأموال والعميل طالب الشراء، كما يكون وسيطاً بين العميل طالب الشراء والبائع المالك الأصلي للسلعة، وبذلك يستحق الربح لعمله في مال المضاربة ولتحمله مخاطر إتمام البيع، وهو الأمر الذي يجعل البنك يطالب بنسبة من الأرباح لأنه يتحمل مسئولية ما يشتريه وفي بعض حالات تمويل مرابحة عقارية يجب ان يكون العقار المملوك باسمه حتى سداد قيمة الأقساط بالكامل.
- إمكانية الحصول على السلعة بالكامل حتى ان قام العميل بدفع جزء كبير من قيمته وغالباً ما تكون هذه الأمور ذات قيمة كبيرة اذا طلب العميل شراء او تمويل شراء عقارات او تمويل السيارات بالمغرب وغيرها من السلع التي لها قيمة كبيرة في مدة زمنية طويلة، اما باقي السلع الأخرى يمكن للبنك طلب استرداد السلعة مرة أخرى او دفع ثمنها بالكامل وإذا تخلف العميل عن السداد سيتعرض للمسائلة القانونية او سيقوم بدفع قيمة إضافية للسلعة والتي تكون محددة في العقد المبرم بين العميل طالب الشراء والبنك الإسلامي.
- سهولة تسييل الديون او قيمة السلع، وهو الأمر الذي يجعلها أفضل بكثير من الدخول في مشروع اخر او شراء أحد الأسهم او الدخول في مشروع طويل الأجل حتى وإن كان الربح كبير، فالبنوك تحتاج الى سيولة كبيرة وباستمرار والمرابحة تعتبر الخيار الأفضل في هذا الشأن.
وفي النهاية تعتبر المرابحة اهم صور توظيف الأموال في البنوك الإسلامية وايضاً الأسهل على الإطلاق بالنسبة لها من اجل الالتزام بضوابط الشريعة الإسلامية وتوفير التمويل اللازم للأشخاص والشركات ايضاً وهو الأمر الذي جعلها اهم سلعة او خدمة مصرفية يمكن ان يقدمها البنك الإسلامي، فهي صورة من صور التمويل وحتى البنوك التقليدية ايضاً خدمات التمويل هي اهم خدماتها المصرفية وتعتمد عليها بشكل أساسي في تحقيق الربح، وبالتالي في البنوك الإسلامية فإنها تعتمد ايضاً على التمويل المالي من اجل تحقيق الربح الآمن سواء للبنك او للمستثمرين فيه.
وبالرغم من ان الكثير او جميع البنوك تتبع قواعد الشريعة الإسلامية في تعاملاتها البنكية الأساسية الا انها تحيد بعض الشيء في فرض بعض الشروط على طالبي شراء السلعة او العملاء من اجل الحصول على التمويل المطلوب وهو الامر الذي سوف يؤدي بالتأكيد الى صعوبة التعامل مع البنوك الإسلامية وجعل العديد يعتبرها بنوك إسلامية مزيفة.