حول العالم

الحاضر الغائب l ملك دراما الصعيد.. محمد صفاء عامر

محمود زيدان

لا تذكر الدراما الصعيدية، إلا ويذكر رائد الدراما الصعيدية محمد صفاء عامر، وعندما يثار الجدل حول اللهجة الصعيدية في الدراما، لابد لنا أن نقف على المعايير التي وضعها عامر لنفسه وتمسك بها في أعماله التي نالت نجاحا لا يختلف عليه أحد، ثم أصبحت تلك المعايير نموذجا يحتذى به عند التصدي للهجة عمل درامي صعيدي.

رحل محمد صفاء عامر في 13 أغسطس 2013 عن عمر ناهز 72 عاماً، تاركاً نحو 50 عملا بين السينما والدراما التليفزيونية، وترك سيناريو مسلسل كان يتفاوض عليه مع إحدى شركات الإنتاج بعنوان “شفيقة ومتولي”.

تخصص عامر في كتابة المسلسلات التي ناقشت قضايا الصعيد، ومن بين أهم أعماله مسلسل “الضوء الشارد”، الذي حقق نجاحًا واسعا على مستوى الوطن العربي، وغيره مسلسلات مثل: “ذئاب الجبل، أفراح إبليس، حق مشروع، حدائق الشيطان”، ومن الأفلام: “المهمة، الهروب إلى القمة، الطيب والشرس والجميلة، نشاطركم الأفراح، وكيل النائب العام”.

تأثر عامر بنشأته الريفية في صعيد مصر، وينسب إليه استحداث وظيفة مصحح للهجة الصعيدية في المسلسلات التليفزيونية، تجنبا لمشاكل اللهجة، ويحكي عامر، في لقاء تليفزيوني، عن عشقه لمدينة الإسكندرية، حيث عمل بها، وتأثر بهدوئها وأقام بها لفترة طويلة، كما أشار لكثرة الصعايدة في المدينة الساحلية، وقد كانت الإسكندرية والصعيد مكانين رئيسيين للأحداث في بعض أعماله، وأثرت نشأته الصعيدية على أجواء مسلسلاته، واستثمر نجاحه الكبير في “ذئاب الجبل” في مسلسلات مختلفة تركزت على دراما الصعيد، حتى صارت ثيمة شهيرة ورائجة في الدراما المصرية.

واشتهر عامر بكتابة المسلسلات التلفزيونية التي عالجت قضية الثأر والعادات القبلية في الصعيد ومنها “الفرار من الحب، أفراح إبليس، ذئاب الجبل، الضوء الشارد، حدائق الشيطان”.

الصعيد كان دوما مهبط الإلهام لعامر، فكان يستوحي من مجتمعه خيوط حبكته الدرامية، التي بدأها بفليم “صعيدي رايح جاي”، عام 2001، بطولة هاني رمزي، لكن سرعان ما عاد للدراما التلفزيونية، التي صنعت تاريخه، وخلّدت اسمه بأحرف من ذهب على صفحات التاريخ الدرامي المصري.

وفي أحد حواراته، تحدث عامر عن كتابته لمجتمع الصعيد فقال: “عندما أكتب عن الصعيد أكتب عنه من الداخل بصفتى صعيديا، وهذا هو نفس حال الأديب العالمى نجيب محفوظ، الذي نجح في توصيل روح الحارة المصرية والقاهرة القديمة، وأعتقد أن سر نجاحه هو أنه عاش في تلك الحارة، واستوعبها، وبالتالي تدخلت موهبته للتعبير عنها بشكل ناجح وجذاب”.

السابق
ماذا يوجد في جيب كاسيميرو ؟
التالي
اكتب ١٥٠٪ ككسر اعتيادي بأبسط صورة

اترك تعليقاً