تعليم

من هي الملكة شمساء – إسألنا

خاص راصد ||
أثبت التاريخ أن السلطنة تمتلك مقومات تاريخية متنوعة، وأنها جمعت بين الموروث الحضاري والتاريخي عبر آلاف السنين، ومنذ فجر التاريخ كان للمرأة حضور فعال وبارز في الحياة العمانية وتاريخها العامر، وتقلدت المرأة العمانية مناصب سياسية عالية، بل وصلت المرأة لسدة الحكم في عمان كحال الملكة “شمساء”.
الملكة شمساء كما جاءت في كتب التاريخ أو كما تنطق في عهدنا الحالي شمسة، هي ملكة عمانية حكمت عمان منذ عام 4000 قبل الميلاد، وقد امتازت هذه الحقبة من تاريخ عمان أو كما كانت معروفة حينها باسم “جمان”، باستخراج النحاس بوفرة من باطن الأراضي العمانية.
وبالرغم من شدة الخلافات وحدة الصراعات التي كانت في هذا الزمن، إلا أن الملكة شمساء تمكنت بحنكتها وحكمتها السياسية من التصدي لهذه الصراعات سواء كان صراع سياسي، اقتصادي، إنساني، وتجنيب بلادها مخاطر ومطامع الأعداء من خلال عقد التحالفات والتربيطات مع بعض القوى وأصحاب النفوذ في المنطقة.
وبحسب المصادر التاريخية، كانت عمان في عهد الملكة شمساء من أوائل وأشهر البلدان التي كانت تمتلك كميات وفيرة من معدن النحاس، بل كانت أشهر البلدان المستخرجة للنحاس وقتما كان هذا المعدن مطلبا هاما لكافة دول هذه الحقبة التاريخية، وكانت هناك حالة من الصراع والعراك بين القوى المختلفة بهدف الوصول إلى المعدن الأصفر.
امتلاك عمان لكميات كبيرة من النحاس جعلها مطمعا للقوى الأجنبية المختلفة، وقد استشعرت الملكة شمساء ما يحيط ببلادها من مخاطر ومطامع، فلجأت الملكة إلى حيلة سياسية تمكنها من ردع القوى الخارجية ذات القوة والنفوذ القوي المتربصة بعمان، حيث أرسلت إلى ملك العراق حينها بهدف تكوين حلف مشترك وعقد اتفاقية تساعد عمان على التصدي للمطامع الخارجية.
وأرسلت الشمساء إلى الملك سرجون الاكادي حاكم العراق، تشرح له وضع بلادها والأطماع الدولية حول النحاس، لافتة نظر الملك الأكادي إلى أن بلاده تقع بالقرب من المناجم التي تخضع لعمان وتستخرج منها النحاس، حيث كانت لعمان ناطق نفوذ وصلت حتى العراق وحضارة بابل، ومن ثم فإن تهديد هذه المناجم لا يعد تهديدا لعمان وحدها، بل هو تهديد أيضا للأراضي العراقية التي يحكمها سرجون.
وحوت رسالة الشمساء أبيات شعر، وجاء فيها ما يلي “فإن كنت مأكوله، فكن خير اكلي والا فادركني ولم اُفرق”، ولاقت رسالة الشمساء قبولا لدى سرجون الاكادي، حيث استجاب لها وأرسل مندوبا عنه لعقد اتفاقية مشتركة مع عمان، لصد الأطماع الخارجية والأجنبية.

تاريخ عمان يظهر حضور المرأة منذ فجر التاريخ، حيث تولت مناصب سياسية عالية ووصلت إلى سدة الحكم كملكة. الملكة شمساء حكمت عمان منذ عام 4000 قبل الميلاد، واستمرت في استخراج النحاس بوفرة من باطن الأراضي العمانية. قادت شمساء بحنكتها وتصديها للصراعات بتكوين تحالفات لحماية بلادها. باستشعارها للمخاطر الخارجية، تمكنت من وضع استراتيجية سياسية عبر تكوين تحالف مع ملك العراق وتوقيع اتفاقيات لصد المطامع الأجنبية. رسالة الشمساء للملك الأكادي أثمرت عن تحالف لحماية مناجم النحاس ومصالح البلدين.

السابق
في قلبي أنثى عبرية
التالي
كم مخالفة التظليل في السعودية والحالات المسموح بها – جاوبني

اترك تعليقاً