عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: “كَانَ رَجُلٌ قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ، فَابْتَغَى أَعْلَمَ النَّاسِ أَهْلِ الْأَرْضِ فَسَأَلَهُمْ فَقَالُوا نَعَمْ، فَأَتَى الرَّاهِبَ فَسَأَلَهُ هَلْ تَوُبُّتُهُ تُقْبَلُ، فَقَالَ لاَ، فَقَتَلَهُ فَكَمَلْ مِئَةً، ثُمَّ أَتَى الرَّاهِبَ فَقَالَ هَلْ تَوُبَّتُهُ تُقْبَلُ، قَالَ نَعَمْ، وَمَنْ بَيْنَكَ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ، فَانْتَقَلَ إِلَى أَرْضٍ فَيَمُوتَ جَلِيسَهُ، فَكَمَلَ عَلَيْهِمْ فَأَتَى رَاجُلًا فَقَالَ لَهُ أَنَا ابْتَغِي إِلَى أَرْضٍ وَتَوُبَّةٌ مِنَ الْقَتْلِ، فَقَالَ وَمَنْ بَيْنَكَ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ، فَقَالَ وَاللهِ لاَ هُوَ بَيْنِي وَبَيْنَهَا إِلاَّ أَرْضٌ، فَانْتَقَلَ إِلَى أَرْضٍ فَمَاتَ جَلِيسَهُ، فَجُمِعُوا بَيْنَهُمْ فَبُيِّنَتِ التَّوْبَةُ فَكُمِلَتْ لَهُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: “اللَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ بِجَمَلَتِهِمْ”.
وفي هذا الحديث، ذكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم قصة رجل كافر قتل 100 نفس، ثم قرر التوبة والتوجه إلى الله بصدق ونيّة صادقة. عندما استفسر عن توبته لراهب، أخبره الراهب أن توبته لا تُقبل. ومع ذلك، وجد رجلٌ آخر يملك معرفة أكبر بالعبادة، وهو العالم الصالح، وسأله عن التوبة وقبلت توبته.
الدروس المستفادة من هذا الحديث هي أن التوبة الصادقة والنيّة الصافية تُقبل من قبل الله، وأن الله أرحم بعباده ويتقبل توبتهم حتى لو ارتكبوا أخطاءً جسيمة في الماضي. تحثنا القصة على تحسين توجهنا نحو الله والاستمرار في البحث عن الهدى والتوبة الصادقة.