أثار الموسم الثالث من مسلسل “لعبة الحبار” (Squid Game) تفاعلاً عالميًا واسعًا منذ مساء الجمعة 27 يونيو 2025، بعد أن أعلنت منصة نتفليكس (Netflix) رسميًا بدء عرض الحلقات النهائية من العمل الكوري الأكثر شهرة في العقد الأخير.
ويأتي هذا الموسم المرتقب ليُشكّل نهاية درامية كثيفة لسلسلة بدأت قبل أكثر من ثلاث سنوات، وسط ترقّب حاد من الجمهور وتركيز كبير على تعقيد الشخصيات والبعد النفسي العميق الذي لطالما ميّز السلسلة.
انطلاقة قوية وتفاعل غير مسبوق
المحتويات
مع بث الحلقات الست الجديدة للموسم الثالث، اجتاحت موجة من التفاعل شبكات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث حول العالم، خاصة في كوريا الجنوبية، والولايات المتحدة، ودول الشرق الأوسط.
وقد تصدّر عنوان “Squid Game Season 3” ترندات تويتر وإنستغرام خلال الساعات الأولى، في وقت ازدادت فيه معدلات البحث على غوغل في دول مثل السعودية ومصر بنسب لافتة.
تحوّلات جذرية في الشخصيات والأحداث
يبدأ الموسم الجديد بتحوّل واضح في شخصية البطل “سونغ جي هون”، الذي يعود إلى اللعبة هذه المرة بدافع الانتقام وكشف الحقيقة خلف المنظمة الغامضة، وليس طمعًا في المال كما في السابق. فقد غيّرت الأحداث المأساوية التي مرّ بها — خاصة خسارته لصديقه المقرب “جونغ باي” — من أولوياته ونظرته إلى الحياة، ما أضفى عمقًا نفسيًا جديدًا على الشخصية.
كما يشهد الموسم الثالث انضمام وجوه جديدة إلى اللعبة، ويطرح أسئلة فلسفية حول مفاهيم الاختيار، والعدالة، والإنسانية، فيما يعود القائد الغامض “لي بيونغ هون” ليلعب دورًا محوريًا في تصعيد الصراع بين اللاعبين القدامى والجدد.
نقلة فنية ودرامية مدروسة
على عكس الموسمين السابقين، يتميز هذا الجزء بتركيزه الواضح على البعد الإنساني والدرامي، مع تقليل مشاهد العنف الصريح، دون أن يفقد المسلسل توتره العام أو طابعه المثير.
وقد لجأ فريق العمل إلى استخدام تقنيات تصوير متقدمة وموسيقى تصويرية مكثفة، ما جعل تجربة المشاهدة أكثر عمقًا وتأثيرًا على الصعيد العاطفي والفكري.
تفاعل الجمهور: بين الإعجاب والنقد
لاقى الموسم الثالث استحسان شريحة واسعة من المتابعين، الذين رحّبوا بالتغيير في أسلوب السرد وابتعاد العمل عن النمط الدموي المفرط، إلا أن البعض عبّر عن رغبته في عودة التوتر البصري المكثف الذي ميز الموسمين الأول والثاني. ورغم هذا التباين في الآراء، فإن التفاعل الجماهيري الكثيف أعاد “لعبة الحبار” إلى صدارة المشهد الفني العالمي.
توقّعات بمعدلات مشاهدة قياسية
تشير تحليلات أولية إلى أن الموسم الثالث من “Squid Game” في طريقه لتحطيم أرقام قياسية جديدة على منصة نتفليكس، بفضل القاعدة الجماهيرية الضخمة في آسيا وأميركا وأوروبا، إضافة إلى الاهتمام المتنامي من الجمهور العربي. وقد ساهمت الحملات الترويجية المكثفة في تحقيق زخم عالمي فور عرض الحلقة الأولى.
يمثل الموسم الثالث من لعبة الحبار خاتمة متقنة لقصة اجتاحت العالم، تجمع بين الإثارة النفسية، والتحوّلات الدرامية، والأسئلة الوجودية التي تلامس الواقع.
ومع انقسام الجمهور حول تغير الطابع العام، يظل المؤكد أن هذا الموسم هو أحد أبرز الإنتاجات الدرامية لعام 2025.