ما حكم الاكل والشرب اثناء الاذان الاول
المحتويات
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الوقت الشرعي لبداية الصيام هو طلوع الفجر الصادق, كما سبق تفصيله في الفتوى رقم: 171001.
وقد ذكرنا في الفتوى رقم: 139755، معنى قوله تعالى: حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ.
ثم إن الإمساك عن المفطرات من أكل، وشرب، ونحوهما إنما يجب عند طلوع الفجر الصادق، وسواء أذن المؤذن للفجر أم لم يؤذن, يقول الشيخ ابن عثيمين في فتاوى اللقاء الشهري: لا شك أن الله سبحانه وتعالى ربط الإمساك والإفطار بعلامات محسوسة أفقية، الإمساك بطلوع الفجر، فمتى طلع الفجر ورأيته فأمسك، سواء أذن أم لم يؤذن، ومتى أذن ولم يتبين الفجر فلك الأكل، لكن من المعلوم أننا الآن لا يمكن أن نشاهد الفجر، لأن البلد مضيئة بالأنوار، والناس أكثرهم في الحُجَر لا يشاهدونه، فمن باب الاحتياط أنك إذا سمعتَ المؤذن فأمسك، ولكن لا حرج عليك أن تأكل اللقمة التي في يدك أو تشرب الكأس الذي في يدك. انتهى.
وعلى هذا، فإن كان قريبك قد تسحّر بعد طلوع الفجر الصادق, فصيامه باطل, وعليه القضاء, وإن كان السحور قد وقع قبل طلوع الفجر, فالصيام صحيح, ولا عبرة بسماع الأذان.
والله أعلم.
سؤاله الأخير يقول: في شهر رمضان الكريم مع أذان الفجر، أو أثناء أذان الفجر، هل يسمح بشرب الماء قبل إنهاء الأذان، وفقكم الله؟
: إذا كان الصائم لم يعلم أن الأذان على الصبح، بل كما يؤذن الناس على التحري وعلى الساعة والتقويم، فلا بأس أن يشرب وهو يؤذن أو يأكل لقمة في يده وهو يؤذن، لا بأس بهذا؛ لأن الأذان يخبر عن الصبح، مظنة الصبح، ليس براءي للصبح وإنما يخبر عن ما عرفه بالساعة أو بالتقويم، وقد يكون الصبح خرج وقد يكون ما خرج، والله جل وعلا إنما أوجب الإمساك بالتبين، فينبغي للمؤمن أن يحتاط وينتهي من سحوره قبل الفجر، قبل الأذان حتى لا يقع في شبهة، لكن لو قدر أنه أكل شيئاً يسيراً مع الأذان أو شرب حال الأذان، فالظاهر أنه لا حرج عليه في ذلك إذا كان لم يعلم أن الصبح قد طلع .نعم.