تعد الغردقة وشرم الشيخ وجهة حالمة ومثالية بكل تأكيد لكل محبي البحر والشواطئ، فهما يعدان فخر للسياحة الشاطئية المصرية، وبالرغم من أنهما يسحران ويبهرون الزوار بإطلالات مبهرة ومناظر خلابة من الطبيعة ، إلا أن الله منح لكل منهما جمال رباني خاص بهما ، فالغردقة هي ملكة الشواطئ الرملية الناعمة والتي تمدد لعشرات الكيلومترات ، والتي تطلّ عليها أفخم الفنادق والمنتجعات الحديثة ، وأشهرها “مكادي باي” وشواطئ جزر الجفتون والتي تعد من أجمل شواطئ العالم، ولا يعني ذلك بأنها لا تناسب الرياضات المائية، بل يمكن الغوص ولكن بعد الدخول عدة أمتار على متن القوارب داخل البحر، ويمكن ممارسة الغطس وركوب الأمواج وغيرها من وسائل الترفيه الممتعه .
أما إذا كان الهدف الذي ترجوخ من هذه الرحلة هو الغوص والتمتع بالمناظر الطبيعية النادرة لأعماق البحر فهنا تعد فنادق شرم الشيخ هي الافضل و في المقدمة بلا منازع، فقد حازت منطقة “بلو هول” بالقرب من دهب علي مركز الصدارة كأفضل مكان للغوص في العالم ، حتى أنّ شواطئ شرم الشيخ معظمها ذات طبيعه صخريه وتنتشر فيها الشعاب المرجانية الجميلة على مقربة من الشاطئ مما يجعلها مثالية للرياضات أكثر من السباحة، وهي مناسبة كذلك لركوب الأمواج وركوب القوارب الشراعية والتزلج الشراعي والقيام بالكثير من رياضات البحر الممتعة.
لا جدال بشأن أنّ شرم الشيخ تمتلك أفخم فنادق ومنتجعات سياحية في مصر، ويظهر هذا بكل وضوح في تكلفة الحجوزات الفندقية المرتفعة عن الغردقة، وهي تكلفة تعد في محلها، حيث تعد فنادق شرم الشيخ من اكثر الفنادق اختلافاً عن أي مكان اخر ، حيث الفخامة والأجواء الملكية التي لا تترك في نفس الزائر أي مجال للنقد أو الاعتراض علي الفندق ، وتُعد فنادق شاطئ “النعمة” أهم الأسماء ، حيث المسابح النظيفة ومراكز السبا العلاجية المتميزة وجلسات التدليك التي تساعدك علي الاسترخاء ، ولا عجب أن تكون شرم الشيخ من الوجهات المحببة للسائحين من جميع أنحاء العالم نظرا لطابعها العالمي في المعاملة والمنافسة والخدمة .
و هذا لا يعني أن الغردقة أقل شأنا من أختها، بل تتباهى المدينة الساحلية الشرقية بعشرات المشاريع الفخمة السياحية التي أنشئت فيها كي تزيدها بريقاً في عالم السياحة، مثل منطقة “سهل حشيش” التي بُنيت على أحدث طراز معماري ومع مرافق عالمية كي تخلق مدينة سياحية متكاملة للزوّار ةتعمل فقط علي راحتهم وخدمتهم ، وكذلك منتجعات وفنادق “مكادي باي ” “وسوما باي” “الجونة” وغيرها من المناطق السياحية اللامعة والبراقه في سماء الغردقة، وتغلب على الفنادق الطابع المتكامل الذي يُغني الضيف عن الذهاب إلى مواقع أخرى للتسلية، كما أنها مثالية للعائلات والأطفال مع تكلفة أقل نسبيا من فنادق شرم الشيخ الفاخرة.
لا تقتصر المتعة في شرم الشيخ و الغردقه على السباحة والغوص والشواطئ ، بل تملك كل مدينة حاله خاصة بها في الترفيه والمتعة، ويمكن القول إنّ الغردقة مناسبة أكثر لرحلات السفاري إلى معالم ومزارات نهر النيل، مثل زيارة المعابد الاكثر شهره في الأقصر و التي لا تبعد أكثر من 3 ساعات عن الغردقة، وهي بذلك أقرب إلى رحلات الداخل المصري ، كما تُعد جنّة لممارسي رياضة الجولف نظرا لكثرة ملاعب الجولف المجهزة والمصممة خصيصاً على أحدث طراز، مثل ملاعب “سهل حشيش” ” وسوما باي ” .
في حين تقدم شرم الشيخ تنوع كبير في رحلات السفاري لاستكشاف الصحراء والواحات الغنية المحيطة بها، حيث يمكن القيام برحلات إلى دهب وطابا ونويبع التي تقع على مقربة من شرم الشيخ، وتُعد الرحلة إلى دير “سانت كاترين” أو القيام برحلة على الدراجة ذات الدفع الرباعي في “الوادي الملون” والتخييم في واحة “عين الخضرة” تعد من أجمل التجارب السياحية التي يمكن أن يتمتع بها المرء في هذه المنطقة.
يعتمد اختيارك للوجهة المناسبة على نوع الرحلة أيضاً ، فالغردقة ممتازة للرحلات العائلية لكثرة المرافق المسلية لجميع أفراد العائلة، حيث تضم الكثير من المدن المائية الترفيهية و المعده خصيصاً للأطفال مثل “جانغل أكوا بارك” و “سندباد أكوا بارك” و “مكادي ووتر ورلد”، وتمتاز أيضا بأجوائها الهادئة نسبيا بعيدا عن الصخب والازدحام ، كما تضم عشرات المولات ومراكز التسوق الشاملة للعائلات مثل “مول سينزو” الذي يُعد من أكبر مراكز التسوق في مصر.
أما عن شرم الشيخ فهي تقدم متنفسا كبيراً لرحلات الشباب الحيوية والمتعطشة للتغيير، حيث تُعد منطقة خليج نعمة وميدان “سوهو” من أهم مراكز الترفيه والتسلية في المدينة للشباب ، مع تتوافر عشرات المطاعم والمقاهي التي تقدم عروضا ترفيهية وموسيقية تتراقص على أنغامها النافورة الراقصة التي تتوسط الميدان، ونجد ان شرم الشيخ تمتاز بأجوائها الليلية الصاخبة التي تكسر الركود والملل وكذلك الازدحام في المواسم السياحية، ويمثل “السوق القديم” ملتقى الزوّار لشراء مختلف الأصناف والمصنوعات بأسعار منافسة، مما يجعلها خيارا صائبا أيضا لمحبين الحياة المفعمة بالنشاط.
تعد المنافسة على أشدّها بين الغردقة وشرم الشيخ، فكلاهما يمتلكان تنوعا لا يوصف وابداعات غدائيه فنيه اكثر من رائعه ، وتمتاز المطاعم في شرم الشيخ بالتفرّد في المبدأ والديكور والفلسفة، فتجد مثلا مقهى “الفرشة” الذي يوصف بالغرابة وهي غرابة “إيجابية” بمعنى أنها تُبهر المرء مباشرة بكونها تجربة فريدة من نوعها، حيث يمتاز هذا المقهى بالديكورات المصرية التقليدية ويطلّ على البحر الحالم مع قناديل تُضيء الرف العلوي الذي تتخلله الوسائد والسجاد البسيط الملون على أنغام الموسيقى العربية الأصيلة .
وهناك مطعم “فارس” الذي يقدم المأكولات البحرية اللذيذة والطازجة في منطقة السوق القديم، مع سُفرة ملوّنة بأروع المقبلات والعصائر والخبز الطازج الذي يمنح شرم الشيخ أعلى العلامات في شهادة المطاعم الناجحة.
ولا نقصد بهذا أن نتجاهل عروس الساحل الغردقة، بل تمتلك الغردقة الكثير من الأسماء والأجواء المدهشة لتناول الطعام، مثل مطعم “الحلقة” الذي يقع بالقرب من سوق السمك، ويمكنك شراء الأسماك التي تحلو لك والطلب من المطعم تحضيرها بالطريقة التي تفضلها ، أما مطعم ومقهى “جرانادا” المطلّ على البحر يمتاز بأسعاره المرتفعة عن غيره تماما كارتفاعه عن سطح البحر، مع أجواء مناسبة للعائلات والشباب وأطباق مصرية وعالمية تستحق الاحترام .
شرم الشيخ والغردقة هما وجهتان سياحيتان مثاليتان لعشاق البحر والشواطئ في مصر. تتميز الغردقة بشواطئها الرملية الناعمة والشعاب المرجانية الجميلة، في حين تقدم شرم الشيخ تنوعًا في الرحلات البرية والمرافق الترفيهية. الفنادق والمنتجعات في الاثنتين تتميز بالفخامة والخدمة الممتازة، وتوفر أنشطة متنوعة مثل الغوص وركوب الأمواج. المدينتان مليئتان بالعروض الترفيهية والمأكولات اللذيذة، مما يجعلهما وجهة محببة للسائحين من جميع أنحاء العالم. الاختيار بينهما يعتمد على نوع الرحلة والأنشطة المفضلة، لكن كلاهما يضمن تجربة سياحية رائعة.