حول العالم

عبدالله النديم.. صبي النجار الذي أصبح خطيب الشرق

كان نجارا يعمل مع أبيه في الإسكندرية ثم تلغرافيا في قصر والدة الخديوي إسماعيل وطرده « الأغا» الكبير مضروبا ثم تاجرا للمناديل في المنصورة وفي زمن قصير أصبح صاحب لسان يهز معاقل الاستعمار ومحرر مجلة تؤرق « اللودر كرومر » . 

تعلم من الصالون الأدبي الذي كان يقيمه البارودي في منزله وتشرب مبادئ جمال الدين الأفغاني وانضم للحركة الوطنية فكان يخطب في الأفراح وينافس عبده الحامولي على مشاعر الناس ويخطب في المساجد والمدارس والقرى وكان يخطب في يوم واحد خمس مرات مرتجلا ويترك الناس مذهولين من حلاوة إلقائه.

اقرأ أيضا.. أسرار حديقة الأزبكية التاريخية.. أول لقاء لأم كلثوم وأحمد رامي

وأصبح مثلا لمصطفى كامل وسعد زغلول وفتحي زغلول واشترك في الثورة العرابية بقلمه ولسانه تزوج وهو متنكر وذاق العذاب من التنكر ومن زوجته وعاش عاما في قاعة رطبة مظلمة في إحدى القرى واحتمل قسوة امرأته معه .

أنشأ ثلاث مجلات لاقت من النجاح ما لم يعرف من قبل وألف مسرحيتين وعدة قصص وعشرين كتابا ضاع معظمها وأخيرا قبض عليه ونفي ثم عاد إلى مصر وساومه كرومر على أعلى المناصب ولكنه رفض وأنشأ مجلة « الأستاذ» التي تسببت في نفيه مرة أخرى إلى الأستانة.

 وفي الأستانة عاش مع أستاذه الأفغاني ثم مرض بالسل ومات في 1896 مات غريبا وقد جاوز الخمسين بقليل وبعد أن ترك ثروة ضخمة من الشعر والمقالات والخطب، بحسب ما نشرته جريدة الأخبار  في يناير 1950.

 ترك أيضا ثروة من الصلابة والصبر والإيمان بمستقبل الوطن هذا هو عبد الله النديم الذي تلخصت فيه كل آمال الشعب وأثبت أن الشعب يستطيع دائما أن يصنع المعجزات.

المصدر : مركز معلومات أخبار اليوم

السابق
رابط التقديم على وظائف المديرية العامة للسجون 1444
التالي
في «كوكب اليابان».. تذوق الطعام عبر شاشة التلفاز!

اترك تعليقاً