حول العالم

حرائق غابات وذوبان جليد..«تغير المناخ» يدق ناقوس الخطر قبل 2022

أكدت دراسة علمية حديثة، حول تغير المناخ، أن مشكلة الاحتباس الحراري، وارتفاع درجة حرارة الأرض، لم تعد تهدد مناطق القطبين الشمالي والجنوبي فحسب، بل توسعت إلى المنطقة المعروفة باسم «سقف العالم» في جبال الهيمالايا، التي تعد ثالث أكبر كتلة جليدية على وجه الأرض بعد القطبين.

وقد حذرت الدراسة من أن الأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا، تذوب “بمعدل استثنائي”، ويمكن أن تهدد إمدادات المياه، مئات الملايين من الناس في آسيا.

ووجد الباحثون أن الأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا، فقدت الجليد بسرعة أكبر بعشر مرات خلال العقود القليلة الماضية بشكل رئيسي منذ عام 2000 مقارنة بالمتوسط ​​منذ العصر الجليدي الصغير قبل مئات السنين.

كما وجدت الدراسة أيضًا أن الأنهار الجليدية في الهيمالايا، تتقلص الآن بسرعة أكبر بكثير من الأنهار الجليدية في أجزاء أخرى من العالم، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات سطح البحر، وهذا الذوبان المتسارع له آثار على مئات الملايين من السكان الذين يعتمدون على أنهار آسيا الرئيسية للحصول على الغذاء والطاقة بما في ذلك براهمابوترا والغانج وسندوس.

وسلسلة جبال الهيمالايا التي يشار إليها غالبًا باسم “القطب الثالث” هي موطن لثالث أكبر كمية من الجليد في العالم بعد القارة القطبية الجنوبية والقطب الشمالي.

هذا وقد سجّل خبراء التغيّرات المناخية أنّ العقد الأخير شهد تسارعاً غير مسبوق في غياب طبقات جليدية وذوبان أنهار في جرينلاند، كما وثّق هؤلاء الخبراء كيف أنّ المنطقة شهدت في يوليو الماضي ذوبان نحو 8.5 مليارات طن من الجليد، وهي كمية كافية لغمر مساحة ثلث السويد أو ولاية كاليفورنيا الأميركية بنحو 5 بوصات من المياه، وفقاً لهؤلاء.

كما حذر الباحثون، من أن التغيرات الكبيرة التي تطرأ بسبب ارتفاع حرارة الأرض بأكثر من 1.5 درجة مئوية، والتي كانت محور نقاشات دول العالم في قمة جلاسكو “كوب 26” العام الجاري، الشهر الماضي، ستؤثر على عشرات ملايين سكان سلسلة الهيمالايا في عدد من الدول.

كما لاحظ الباحثون أيضا، أن المياه تتدفق بصورة أكبر إلى الوديان والسهول القريبة، وهو ما يهدد بفيضانات ضخمة تضر بنحو 250 مليون نسمة، وقد يؤدي ارتفاع منسوب المياه إلى اتساع تأثيرها ليشمل أنهار الجانج والسند وبراهمابوترا، حيث يعيش نحو 1.6 مليار شخص إضافي على ضفافها، لا سيما في الهند، التي يُعتبر الجانج فيها نهراً مقدساً ومصدراً أساسياً للمياه في شبه القارة.

وبوجه عام أظهر تقرير حديث، أن البدان التي اندلعت بها الحرائق بسبب ارتفاع درجات الحرارة خاصة في الغابات، وبلدان أخرى زحفت عليها الفيضانات والمياه، في تناقض غريب، وذلك إثر تداعيات التغير المناخي الذي تشهده الأرض.

أقرأ ايضا.. «حرائق الزومبي» تغزو أبرد قرى العالم بسبب تغير المناخ| فيديو

حرائق الغابات

تأتي حرائق الغابات كنتيجة مباشرة لتغير المناخ، والتي ينتج عنها العديد من الآثار السلبية الاقتصادية والبيئية والاجتماعية فما حدث من انتشار كثيف وسريع لحرائق الغابات أدي إلى تعرض العديد من الدول لخسائر اقتصادية من تدمير الموسم السياحي الصيفي، وفقدان الموارد الخشبية أساس تجارة بعض الدول حتى أنها تسببت في فقدان ملايين الأشخاص لمصادر رزقهم، كما أنها تؤثر بيئيا من حيث انقراض النباتات والحيوانات وفقدان التنوع البيولوجي وبسبب انخفاض مصادر امتصاص الكربون في الطبيعة أدى ذلك إلى زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي مما يعني مزيد من الاحتباس الحراري واستنزاف طبقة الأوزون ولا تتوقف أثارها عند هذا الحد ولكنها أضافت مزيد من حالات الوفاة.

هذا وتقوم الأقمار الصناعية بمهمة جديدة من شأنها أن تساهم بالحد من ظاهرة الاحتباس الحراري الذي تعاني منه الأرض منذ عقود، بالتزامن مع ارتفاع معدل الحرائق التي تصيب بعض المناطق من كوكب الأرض.

وتتسبب الحرائق، خصوصا في فصل الصيف من كل عام أو في أوقات الحر الشديد، بإزالة طبقات واسعة من الغلاف الأخضر الجميل الذي يميز كوكب الأرض عن باقي كواكب مجموعتنا الشمسية أو كواكب الكون المكتشفة إلى يومنا هذا.

وتلتهم هذه الحرائق مساحات واسعة من الغابات والمساحات الخضراء، كالحرائق التي حدثت في غابات كندا والغابات الاستوائية في البرازيل.

و بحسب التقرير المنشور في مجلة “theconversation”، الذي تحدث عن ارتفاع نسبة الحرائق على كوكب الأرض في العقد الأخير بشكل كبير جدا، فإن كوكب الأرض على موعد مع حرائق “هائلة”.

ونوه التقرير إلى أن المساحات الجافة من الأعشاب والغابات التي تنتج عن الجفاف السريع للأرض بعد فصل الربيع أو الشتاء، تعمل بمثابة “وقود” يجعل من هذه الحرائق سريعة الانتشار ومباغتة، الأمر الذي يتسبب بخسائر كبيرة جدا بالنسبة للحياة البرية والممتلكات.

الارتفاع الكبير في درجات حرارة الأرض خصوصا في فصول الصيف الأمر الذي يؤدي إلى تحويل الأشجار والشجيرات والأعشاب إلى وقود جاف.”  

وبحسب المقال، توجد تقنية جديدة وثورية يمكنها اكتشاف الحرائق في غضون 5 دقائق فقط من وقت اندلاعها، على سبيل المثال، اكتشفت الأقمار الصناعية التابعة لشركة “Fireball International”، ومقرها في أستراليا، في عام 2022، حريقا في ولاية كاليفورنيا بعد 66 ثانية من اندلاعه.

 

السابق
متى مفعول ابرة الكورتيزون للحساسية؟
التالي
خدمة الجوال مقفل وتجيك رسالة سوا وكيفية الاشتراك مجانا بالخطوات

Leave a Reply