عند دراسة المنطق وطرائق التفكير، يتفرع التحليل إلى نوعين رئيسيين من الحجج:
القياس الاستنباطي والقياس الاستقرائي.
وفي السياق نفسه، نجد عبارة متداولة في هذا المجال:
“تقاس قوة الحجة الاستقرائية بقدر الدعم والتعزيز الذي تقدمه المقدمات للنتيجة.”
فهل هذه العبارة صحيحة من الناحية المنطقية؟
الإجابة: صواب.
المحتويات
نعم، العبارة صحيحة تمامًا. فقوة الحجة الاستقرائية تعتمد على مدى احتمال صدق النتيجة إذا كانت المقدمات صادقة.
ما هي الحجة الاستقرائية؟
الحجة الاستقرائية هي نوع من التفكير المنطقي تُستخدم فيه أمثلة وتجارب سابقة للوصول إلى استنتاج عام.
بعكس الحجة الاستنباطية التي تعتمد على قواعد ثابتة تؤدي إلى نتائج يقينية، فإن الحجة الاستقرائية تُعطي نتائج احتمالية، لكنها قد تكون قوية أو ضعيفة حسب المقدمات.
مثال توضيحي:
-
المقدمة 1: رأيت الشمس تشرق كل يوم منذ ولادتي.
-
النتيجة: الشمس ستشرق غدًا أيضًا.
هذه حجة استقرائية، والنتيجة ليست يقينية، لكنها قوية لأن المقدمات تدعمها بدرجة عالية من الاحتمال.
كيف تُقاس قوة الحجة الاستقرائية؟
-
كلما زاد عدد الأمثلة والتجارب المؤيدة للمقدمة، زادت قوة النتيجة.
-
كلما كانت الملاحظات متنوعة وشاملة، زاد دعمها للنتيجة.
-
إذا كانت المقدمات مبنية على مصادر موثوقة وواقعية، تعزز الحجة أكثر.
مثلاً، قولك “كل الطيور التي رأيتها تستطيع الطيران” لا يدعم النتيجة العامة بقوة، لأن هناك طيورًا لا تطير كالبطريق. إذًا، دعم المقدمات هنا ضعيف.
ما الفرق بين الحجة الاستقرائية القوية والضعيفة؟
-
الحجة القوية: إذا كانت المقدمات تجعل النتيجة مرجّحة جدًا.
-
الحجة الضعيفة: إذا كانت المقدمات لا تقدم دعمًا كافيًا أو كانت قليلة وغير ممثلة للواقع.